2 ديسمبر، 2024

أخبار من الامارات

إجراء طبي ثوري ومبتكر يُنهي معاناة مريض ثلاثيني لسنوات عديدة مع الألم والنزيف المنهك

دبي، 7 أغسطس 2024: نجح مستشفى ميدكير الصفا في علاج مريض يعاني من البواسير الحادة والمتكررة الحدوث من الدرجة الثالثة باستخدام إجراء مُبتكر طفيف التوغل. وبرغم خضوع المريض لعملية جراحية سابقة، إلا أنه ظلّ يعاني لسنوات عديدة من الألم والنزيف والأعراض المُنهكة الأخرى التي أثّرت بشدة على نوعية حياته. ووصف الدكتور “ساهر عرعور”، استشاري جراحة الأوعية الدموية في مستشفى ميدكير، علاج “الإصمام داخل الأوعية الدموية للشريان المستقيمي العلوي” المُبتكر الذي أُجري للمريض، بأنه الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وبحسب تقديرات د. “ساهر”، فإن معدل انتشار أمراض البواسير بين سكان دولة الإمارات العربية المتحدة يتراوح ما بين 4.4 % إلى 39 %، ويمكن أن يُعزى هذا المعدل إلى عوامل التغذية غير الصحية وأنماط الحياة التي تتسم بقلة الحركة، مثل الجلوس لفترات مطولة. وغالباً ما تُصاب النساء الحوامل بالبواسير، ويعتبر الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بالبواسير لأنهم يقضون وقتاً أطول في الجلوس ورفع وتحريك الأجسام الثقيلة، والإجهاد عند استخدام دورات المياه. وعلاوة على ذلك، تترافق أمراض الشرج والمستقيم مع مشكلات صحية كامنة مثل داء الأمعاء الإلتهابي أو الحالات الصحية الوراثية الأخرى.
وكان المريض البالغ من العمر 34 عاماً يعاني من آلام شرجية، وتورم، ونزيف، وشعور بالحكة، وصعوبة في خروج البراز لمدة ثلاثة أشهر. وعلى الرغم من خضوعه لعملية استئصال بواسير قبل أربع سنوات وتناول أدوية متعددة، غير أن الأعراض استمرت وازدادت سوءاً مع مرور الوقت.
وخضع المريض لإجراء تنظير الشرج على أيدي فريق متعدد التخصصات من مستشفى ميدكير الصفا، ضمّ كلاً من جرّاح الأوعية الدموية الدكتور “ساهر عرعور”، الذي يتمتع بمهارات وخبرات عالية في العلاجات الجراحية طفيفة التوغل، وأخصائي أمراض المستقيم الدكتور “خلدون الغريب”، المتخصص في علاج الاضطرابات الشرجية، وذلك لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للنزيف وتأكيد التشخيص. وبعد التأكد من خلال تنظير الشرج أن المريض يعاني من البواسير من الدرجة الثالثة مع تضيق الشرج، قرر الفريق الطبي أن المسار العلاجي الأفضل للمريض هو إجراء الإصمام داخل الأوعية الدموية طفيف التوغل للشريان المستقيمي العلوي.

وفي معرض حديثه عن حالة المريض، علّق الدكتور “خلدون” قائلا: “كانت حالة المريض عند دخوله المستشفى سيئة للغاية. حيث كان يواجه صعوبة بالغة في خروج البراز ويعاني من البواسير المتكررة الحدوث من الدرجة الثالثة مع تضيق الشرج. ولم تستجب أعراضه للعلاجات التقليدية”.
وتعليقاً على الإجراء المبتكر للفريق الطبي، قال الدكتور “ساهر عرعور”، استشاري جراحة الأوعية الدموية في مستشفى ميدكير الصفا: “لقد ارتأينا أن إجراء الإصمام داخل الأوعية الدموية هو الأسلوب العلاجي الأفضل على الرغم من حداثة عهده إذ لم يكن قد تم إجراؤه أبداً في المنطقة من قبل. وينطوي هذا الإجراء على استخدام قسطرة لسد الأوعية الدموية التي تغذي البواسير، مما يقلل بشكل فعال من تدفق الدم إليها ويتسبب في تقلصها”.
وفي الحالات التي تُثبت فيها الإجراءات التحفظية عدم فعاليتها، يبرز إجراء الإصمام داخل الأوعية الدموية، والمعروف أيضاً بـ “تقنية إصمام الشريان الباسوري المبتكرة غير الجراحية” كخيار علاجي جديد للمرضى الذين يعانون من مرض البواسير المزمن. وبالمقارنة مع الاستئصال الجراحي للبواسير، يتسبب هذا الخيار العلاجي برض أقل للأنسجة ويتميز بفترة شفاء أسرع.
وقام الأطباء بإدخال القسطرة في فروع الشريان المستقيمي العلوي عبر عمل ثقب موجه بواسطة الموجات فوق الصوتية في الشريان الفخذي. وتم تأكيد موقع القسطرة والأوعية الدموية التي تغذي البواسير عن طريق إجراء تصوير وعائي. ومن ثم تم تصميم ( إغلاق ) الأوعية الدموية لتقليص تدفق الدم إلى البواسير، كما تم إجراء تصوير وعائي ثانٍ لتأكيد نجاح الإجراء.
وأضاف الدكتور “ساهر” أن “الإجراء استُكمل دون حدوث أية مضاعفات وشعر المريض براحة فورية من أعراضه. حيث أصبح قادراً على استخدام الحمام بشكل طبيعي بعد الجراحة مباشرة تقريباً. ونتوقع شفاء تاماً ودائماً له”.
وبعد الإجراء الناجح، أعرب المريض عن ارتياحه قائلاً: “أنا ممتن للغاية للدكتور ساهر والدكتور خلدون والفريق الطبي بأكمله في مستشفى ميدكير الصفا على خبرتهم العالية واهتمامهم بي. لقد أحدثوا فرقاً كبيراً في حياتي، حيث أنني تحررت أخيراً من مشاعر الألم وعدم الراحة التي رافقتني لسنوات عديدة”.
وفيما يتعلق بطرق الوقاية من هذه الحالة المرضية أو التعامل معها، قال الدكتور “خلدون”: “إن تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة يمكن أن يزيد من حجم البراز وتليينه، مما يقلل من الضغط والإجهاد على المستقيم والشرج. وإلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على الجسم رطباً بشرب كميات كافية من الماء واتباع عادات صحية سليمة عند الدخول إلى الحمام، فإن تلك الخطوات يمكنها بلا شك أن تُسهم في الوقاية من البواسير بشكل فعّال”.
وساهمت عملية التقييم متعددة التخصصات التي أجراها الفريق الطبي في مستشفى ميدكير الصفا في ضمان توفير تقييم شامل لحالة المريض وتيسير اختيار العلاج الأكثر ملائمة لمرضه.
وجدير بالذكر أن المريض يتماثل للشفاء حالياً بشكل جيد وقد شهد تحسناً كبيراً في أعراضه. ويواصل مستشفى ميدكير الصفا مراقبة التقدم الذي يحرزه، لضمان تحسن حالته بشكل مستمر وتمكينه من عيش حياة صحية خالية من الألم.