الشارقة، 11 نوفمبر، 2023: احتفت “مجموعة كلمات” بإصدارها الجديد “رسائل سوريا وفلسطين” للمفكر والمؤرخ التركي يوسف أكشورا؛ وذلك خلال أمسية ثقافيّة عُقدت في فندق البيت بالشارقة، أكّد خلالها نقّاد وأكاديميون القيمة المعرفيّة والتاريخيّة للكتاب، انطلاقاً من المشاهدات الغنيّة لرحلة المؤلف إلى بلاد الشام في العام 1913.
وشارك في الأمسيّة التي عُقدت في إطار برنامج “مجموعة كلمات”؛ كلاً من الدكتور حسن مدن، الأكاديمي والباحث والكاتب البحريني، والدكتور عمر عبدالعزيز، مدير إدارة الدراسات والنشر بدائرة الثقافة، فيما أدارتها الشاعرة الفلسطينية أمل إسماعيل.
أنظار العالم إلى فلسطين
وأشار الدكتور عمر عبدالعزيز في مستهلّ حديثه خلال الأمسيّة إلى أهمية الكتاب وتحديداً في هذا التوقيت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى فلسطين، حيث نقل المؤلف مشاهد من رحلته بأسلوب الرسائل التي لا تخلو من الطابع السردي والوصف الدقيق للتنوع الاجتماعي والثقافي، وإبراز مظاهر تجذر المجتمع الفلسطيني وانتمائه لهويته وتمسكه بعناصرها في كافة المراحل التاريخية.
وأوضح عبد العزيز ما تميز به الكتاب من سرد لملامح الشخصية الفلسطينية في مطلع القرن العشرين أثناء الوجود العثماني في بلاد الشام، حيث استخدم الرحالة التركي الوصف والكتابة بأسلوب أقرب إلى ما تؤديه عدسة الكاميرا من التقاط لأدق التفاصيل، اعتمادًا على أسلوب صحفي لتصوير سجايا العرب في فلسطين ولبنان وسوريا، وحرصهم على خدمة الآخر دون النظر للبعد النفعي.
التشويق والثراء في المعلومات والأفكار
بدوره تحدّث الدكتور حسن مدن حول ما يتميّز به الكتاب من عناصر تشويق وجاذبية وثراء في المعلومات والأفكار القابلة للنقاش. وقال: “يأخذ هذا الكتاب القارئ في رحلة مع كاتب يجيد التقاط التفاصيل العمرانية والإنسانية، ويتناول فترة مهمة في تاريخ فلسطين وبلاد الشام التي كانت تشهد تحركات وطنية واجتماعية وثقافية دفاعًا عن هويتها العربيّة ونسيجها الاجتماعي”.
كما تناول مواقف مؤلّف الكتاب من القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية التي شهدها في رحلته، ونقده لضعف اهتمام الإمبراطورية العثمانية بترويج الأدب التركي واللغة التركية في بلاد الشام مقارنة بالتأثير الذي أحدثه الروس على التتار، كما أشاد بقدرة المؤلف على الجمع بين فنّ اليوميات وأدب الرحلات وتقديمه كتابًا يستحق القراءة.
إضافة نوعية إلى أدب الرحلات
ويُتاح الكتاب الذي صدرت طبعته المترجمة إلى العربيّة عن “دار ورايات” التابعة لمجموعة كلمات؛ الآن بين يدي زوّار معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023، ومن شأنه بحسب المشاركين في الأمسية أن يشكّل إضافة نوعيّة لمكتبة أدب الرحلات.
يشار إلى أن الكتاب ينقل مشاهدات المؤلف الذي زار القدس والمسجد الأقصى، ومسجد قبة الصخرة، ويافا، كما يصف ما رآه في بيروت، ويتحدث عن مدارسها وجامعاتها وحياة الناس فيها، ويصور تنوع المجتمع والطوائف والتعايش في مجتمع بلاد الشام بأسلوب الرسائل وأدب الرحلات.
More Stories
خلف الحبتور يدعم “مؤسسة الجليلة ” بأكثر من 11 مليون درهم
استفاد من اختباراتها أكثر من 635 مدرسة في الوطن العربي و 588,552 طالباً وطالبة “ديغلوسيا” تبدأ باختبار مهارات الطلبة في القراءة والكتابة “طلع و مبكر تزامناً مع بداية العام الدراسي الجديد
محمد الهاشمي: “يوم عهد الاتحاد” مناسبة وطنية للتعبير عن محبة وطن شامخ وقيادة رشيدة وتعاضد وأخوة بين أبناء الإمارات.