12 ديسمبر، 2024

أخبار من الامارات

في ندوة فتحت ملف الترجمة احتفاءً بدخول “الناشر الأسبوعي” عامها الخامس مترجمون ونقاد في “الشارقة الدولي للكتاب”: الترجمة إبداع يعتمد على ثقافة المترجم وخبرته في مقاربة نص الآخر

الشارقة، 08 نوفمبر 2022 : أجمع 4 مترجمين عرب على أن ثقافة المترجم وخبرته تلعب دوراً كبيراً في نقل روح النص الأصلي بأسلوب يحافظ على مضمونه ويسهل تلقيه في بيئة اللغة التي تُرجم إليها، وأكدوا أن الترجمة فعل حضاري يعزز من التلاقح بين ثقافات الشعوب وينقل من وإلى لغاتها المختلفة كنوز الآداب والمعارف التي تثري الوعي الإنساني.

جاء ذلك في ندوة لمجلة “الناشر الأسبوعي” التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، مع دخول المجلة عامها الخامس، وبالتزامن مع الدورة الـ41 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أدارها الشاعر علي العامري، مدير تحرير المجلة، وشارك فيها كل من الدكتور طلعت شاهين، والدكتور عبدالهادي سعدون، والدكتور مزوار الأدريسي، والدكتور هاتف الجنابي.

وقدم العامري ضيوف الندوة بعرض مقتطفات من سيرهم الذاتية وإنجازاتهم في الترجمة، وطرح عدة أسئلة تناوب المشاركون الرد عليها وتحدثوا حول تجاربهم التي جسدت تنوع مدارس ونظريات الترجمة واختلاف شروطها تبعا لخصوصيات وطبيعة اللغات الأخرى ومخزونها الثقافي.

الترجمة ضرورة لا تسلية

واستهل الحديث الشاعر والمترجم الدكتور طلعت شاهين الذي يترجم عن الإسبانية، وركز في حديثه على رائعة الأديب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس، “دون كيخوتي” الذي أوهم السلطات أثناء كتابته لها أنها مترجمة، ليحمي نفسه من محاكم التفتيش والرقابة التي كانت سائدة في عصره، فظل عمله محسوباً لدى الإسبان على كتب التسلية إلى أن ترجم إلى اللغات الأوروبية واكتسب أهميته العالمية بعد الترجمة التي سلطت الضوء عليه وأبرزت قيمته الأدبية الإستثنائية.

وأضاف شاهين أن المترجم لا يتعب في عمله من أجل التسلية، لأن مهمة الترجمة ودورها الأساسي تتمثل في نقل ثقافة إلى أخرى، وعرض نماذج لبعض أخطاء المترجمين الذين يجيزون لأنفسهم التدخل في نقل النص بما يتفق مع تفضيلاتهم والحدود الأخلاقية التي يسقطونها على النص.

الترجمات السيئة تظهر الترجمات الجيدة

وبدوره أشار المترجم العراقي عبدالهادي سعدون إلى أن الكثير من الأدباء العرب الذين يعيشون في أوروبا ساهموا في الترجمة إلى العربية ونقلوا بعض الكتب العربية إلى اللغات الأخرى، ونصح كل عربي مثقف لديه لغة أجنبية أن يترجم إلى لغته الأصلية، لافتا إلى أن وجود بعض الترجمات السيئة لا يضر بقدر ما يظهر الترجمات الأخرى الجيدة .

لم تكن عصوراً مظلمة إلا في نظر الغرب

أما المترجم والأكاديمي المغربي مزوار الأدريسي فتحدث عن جذور التنظير العربي للترجمة، من خلال العودة إلى ما ورد حولها على لسان الجاحظ في كتاب الحيوان، وأن بعض العصور التي تصفها المركزية الغربية بالعصور المظلمة كانت فترات ازدهار حضاري في بلاد العرب وغيرها من بلدان الشرق.

لا خوف من فضيلة الاختلاف

وكان آخر المتحدثين في الجلسة الشاعر والمترجم الدكتور هاتف الجنابي الذي تحدث عن رحلته مع ترجمة الأدب والشعر البولندي إلى الثقافة العربية، وأن وصوله المبكر إلى بولندا منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي ساعده في التعرف على أدباء وشعراء بولندا وعقد صداقات وتناقش معهم بشأن ترجماته لكتبهم.

وأوضح أن الدراسات العربية والعالمية حول نظريات الترجمة أصبحت منشورة وبالإمكان عودة الباحثين إليها في الكتب والمجلات دون الخشية من فضيلة الاختلاف، لأن طبيعة الترجمة نفسها تتصل بطرح الأسئلة، وهناك من يعتبر المترجم مفاوض أو محاور، لأن قرابة من نوع ما تبقى بين المترجم وبين الأفكار الأخرى التي تجعل من المترجم كذلك وسيطاُ يعزز التلاقي بين الثقافات.

دراسات وشهادات المشاركين موثقة في كتاب

يشار إلى أن هيئة الشارقة للكتاب وثّقت أوراق الندوة مع شهادات شخصية للمشاركين فيها في كتاب أصدرته الهيئة بعنوان “قرابة الأبجديات”، يضم سبع دراسات وسبع شهادات، وتستمر الندوة لتستضيف في جزئها الثاني ثلاثة مترجمين آخرين، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يتواصل تحت شعار “كلمة للعالم”، في مركز إكسبو الشارقة حتى 13 نوفمبر الجاري.