الشارقة، 05 نوفمبر 2022: “عندما كان الأطفال يسألون في المدارس عن مهنتهم في المستقبل، كانت الإجابة طبيباً أو مهندساً، واليوم أصبحت إجاباتهم مشاهير وأغنياء، والسؤال الذي ينبغي إثارته في جلسة اليوم هو هل هذه الإجابة صحيحة؟ هل الشهرة والغنى مهنتان؟ وهل تعبر الإجابة عن فهم صحيح لعالم صناعة المحتوى؟ وهل نحتاج إلى صنّاع محتوى؟”
إجابات هذه الأسئلة وغيرها جاءت في ورشة عمل بعنوان “لماذا يعتبر صانعو المحتوى مهمين؟” قدمها صانع المحتوى طارق سكيك في “محطة التواصل الاجتماعي” ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام في الفترة من 2-13 نوفمبر الجاري في “مركز إكسبو الشارقة” تحت شعار “كلمة للعالم”.
وأشار سكيك إلى دراسة تتعلق بسؤال الأطفال في المدارس عن مهنتهم في المستقبل، وكانت الإجابة تشبه إلى حد بعيد الظروف المكانية والمجتمعية والدولية، فعندما صعد الإنسان إلى الفضاء، أغلب أطفال أمريكا كشفوا عن رغبتهم بأن يصبحوا رواد فضاء، وفي مرحلة الطيران، طيارين، وفي ثورة الطب، أطباء، فالطفل يبحث عن التميز، وفي دراسة حديثة أجريت على 3500 طفل في 3 دول هي أمريكا وكندا والصين، كانت الوظيفة الأكثر تشويقاً للأطفال “يوتيوبر” و”مدوّني فيديو”، أي صنّاع محتوى.
والإجابة عن سبب اختيار هذه المهنة كانت صادمة لأنهم أرادوا أن يصبحوا “مشاهير” و”أغنياء”، فعلى الرغم من أن الشهرة والغنى أمر طبيعي مستحب، لم يشهد العالم على مر العصور مهنة “الشهرة” أو “الغنى”، لأنها ناتج ثانوي، إذ يبدع الإنسان بشيء معين فيحظى بالشهرة ويصبح غنياً.
وحول الأسباب التي دفعته لارتياد عالم صناعة المحتوى في سن متأخر نسبياً، قال سكيك: “خلال أزمة كورونا عندما أغلقت أبواب التواصل الجسدي، لاحظت ارتباط أولادي بهواتفهم، وصعقت عندما شاهدت عدد الساعات التي يقضونها في مشاهدة المحتوى التي وصلت إلى 14 ساعة يومياً، وهذا أمر بالغ الخطورة، في ظل انتشار مليارات المحتويات على الإنترنت، إذ وصلت مدة إجمالي محتوى اليوتيوب إلى 126 ألف سنة”.
وأضاف: “حصة المحتوى العربي من هذا الكم المخيف ضئيلة جداً، ما يدعنا أمام خيارين؛ إما أن نلعن الظلام، أو نشعل شمعة لإنارته، أي إما أن نتذمر من عدم وجود محتوى عربي ذي جودة عالية يناسب ثقافتنا ونمنع الأطفال من مشاهدة المحتوى على منصات التواصل، وهذا أمر مستحيل، أو أن نبدأ بصناعة هذا المحتوى بدلاً من التذمر”.
ودعا سكيك جمهور “معرض الشارقة الدولي للكتاب” لتشجيع أطفالهم على صناعة محتوى جيد ومفيد، مع أهمية البقاء بقربهم وتوجيههم بدون مصادرة قراراتهم مع تنبيههم على تجنب الأخطاء، وإرشادهم إلى قوة واتجاه التأثير بما يتناسب مع قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا، لأن دور الأهل مهم جداً، فالتواصل الاجتماعي قادم وسيسود لا محالة، مشيراً إلى ما قاله كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة: “إن مقاومة العولمة تشبه إلى حد بعيد مقاومة الجاذبية وهي ضرب من ضروب الجنون”، لأن منصات التواصل الاجتماعي أمر واقع شئنا أم أبينا.
More Stories
تنظم 1357 فعالية متنوعة تحت شعار “هكذا نبدأ” وبمشاركة المغرب ضيف شرف الدورة الـ43 من “معرض الشارقة الدولي للكتاب” تنطلق غداً (الأربعاء) بمشاركة 2520 صانعاً للمعرفة
“إتش آر إي للتطوير العقاري” تساهم بمبلغ 30 مليون درهم لدعم جهود دبي العطاء من خلال مشروع “سكاي هيلز استرا” الجديد لتمكين الأطفال والشباب من الحصول على التعليم في مختلف أنحاء العالم
ينظم 500 فعالية ثقافية يقدمها 50 ضيفاً من 14 دولة ويحتفي بالمغرب ضيف شرف الدورة الـ43 الشارقة الدولي للكتاب 2024