29 مارس، 2024

أخبار من الامارات

انطلق بحضور الشيخة بدور القاسمي “مؤتمر الناشرين العرب”  يفتتح أعمال دورته السادسة باستشراف مستقبل الكتاب في زمن الرقمنة

 

الشارقة، 02 نوفمبر 2022 : تحت رعاية وحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، انطلقت اليوم الأربعاء فعاليات اليوم الأول من الدورة السادسة لـ “مؤتمر الناشرين العرب” في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار “صناعة المحتوى وتحديات ما بعد الجائحة”، بالتزامن مع أول أيام الدورة الـ 41 من “معرض الشارقة الدولي للكتاب”، وبمشاركة 35 ناشراً عربياً ومتحدثاً يتناولون اليوم وغداً مجموعة من القضايا والموضوعات التي تدور حول مستقبل صناعة النشر العربية.

وجاء المؤتمر بتنظيم من جمعية الناشرين الإماراتيين، واتحاد الناشرين العرب، وبالشراكة مع “هيئة الشارقة للكتاب” بمشاركة معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، ومحمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وبحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وممثلين من جامعة العربية ضيف شرف المؤتمر.

وفي الكلمة الافتتاحية شاركت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، ثلاث دروس استلهمتها خلال عامين من توليها مهام رئاسة الاتحاد الدولي للناشرين، حضرت خلالها العديد من معارض الكتاب واجتمعت مع ممثلي جمعيات الناشرين في أكثر من خمس وعشرين دولة، وأشارت إلى أن هذه الدروس تتلخص في ضرورة العمل والتفاعل مع قطاع النشر على المستوى العالمي، والأهمية القصوى لتعزيز التعاون الثنائي الإقليمي بين الناشرين، إلى جانب أثر سياسات تعزيز التنوع والشمول على تحقيق التغيير الإيجابي.

وقالت الشيخة بدور: “إن قطاع النشر في العالم يشهد ثورة حقيقية وتطورات سريعة تتطلب من الناشر العربي إدراكها عبر التفاعل المستمر والنشط مع الناشرين الدوليين، ومؤسسات واتحادات النشر الإقليمية والعالمية، والمنظمات الدولية، ليظل طرفاً مهماً في الحوارات العالمية حول حاضر ومستقبل صناعة النشر”.

وأضافت: “إن قصص النجاح المهمة في صناعة النشر كانت ثمرة للتعاون الثنائي الإقليمي الفعّال بين الناشرين المنتمين إلى نفس المنطقة، وخاصة تلك التي تتشارك اللغة أو القيم الثقافية، ما يتطلب من الناشرين العرب الحرص على تعزيز التعاون الثنائي الإقليمي العربي لاستثمار الموارد المشتركة للوصول إلى المزيد من القراء حول العالم، وتعزيز فرص النمو”.

الإمارات دعمت ازدهار منظومة النشر

وبدورها أشارت معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب إلى أهمية تزامن انعقاد مؤتمر الناشرين العرب مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، مشيرة إلى أن المعرض يعد من الأحداث الثقافية العربية والدولية الكبرى، لما  له من تأثير إيجابي على منظومة النشر العربية.

وأوضحت أن ما يشهده قطاع النشر في الإمارات من نمو وإقبال متزايد على الاستثمار في صناعة الكتاب، يأتي ثمار ما حققته دولة الإمارات خلال السنوات الماضية من نجاحات في تطوير المعارض وإطلاق الجوائز الأدبية وتقديم التسهيلات وإصدار التشريعات التي تخدم الناشرين والمؤلفين وتحمي حقوقهم وتدعم ازدهار منظومة قطاع النشر محلياً وإقليمياً.

الثقافة تلم شمل العرب

وفي كلمة مسجلة لمعالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أكد أن الجامعة العربية تعتبر الثقافة جسراً بين الدول العربية لا يقل أهمية عن بقية عناصر العمل العربي المشترك، وأن الثقافة تبقى الرابط الأكثر استمراراً لارتكازها على اللغة العربية التي يقرأ بها العرب ويكتبون المحتوى الأكاديمي والإبداعي،  ما يجعل من الرابطة الثقافية الأكثر متانة وتأثيراً في جمع شمل العرب.

وأشاد أمين عام جامعة الدول العربية بما يتم رصده خلال السنوات الأخيرة من إقبال على القراءة بين مختلف الشرائح في العالم العربي بفعل المبادرات الجادة لنشر عادة القراءة بين الشباب، وخاصة المبادرات الناجحة التي انطلقت من دولة الإمارات، وحث الحكومات العربية على مواصلة احتضان صناعة النشر لما تقوم به من دور تنويري في المجتمعات العربيّة.

الشارقة مدينة الثقافة والفنون

وبدوره أشاد محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة للثقافة ودعم سموه لصناعة النشر،  مشيراً إلى رعاية سموه لمشاركات اتحاد الناشرين العرب في المعارض الدولية في (فرانكفورت، ولندن، وباريس، وبولونيا)، ومؤكداً “أهمية انعقاد الدورة السادسة من مؤتمر الناشرين العرب السادس في الشارقة عاصمة الكتاب ومدينة الثقافة والفنون الزاخرة بالمكتبات والمتاحف والمسارح وقاعات الفنون بمختلف فروعها”.

وبدورها أشارت إيمان بن شيبة، نائب رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، إلى أن مؤتمر الناشرين العرب يستهدف مناقشة سبل تسريع ابتكار الناشرين لوسائل تساعد على الوصول إلى القارئ بشكل أفضل، وتلبي اهتمامات مختلف شرائح المجتمع، وخاصة الطلاب والدارسين، عقب تزايد انتشار أسلوب التعليم (عن بعد)، الذي جعل من مهمة صناعة المحتوى العربي وتطويره أولوية لدى كل ناشر.

معرض الكتاب في زمن الرقمنة

وجاءت الجلسة الأولى من المؤتمر تحت عنوان “معرض الكتاب في زمن الرقمنة”، وشارك فيها كل من سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وإيمان بن شيبة، نائب رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين والدكتور جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للكتاب في الجزائر، والدكتور شكري المبخوت، الكاتب والناقد والأكاديمي التونسي، وعلي عبد المنعم، الناشر واستشاري النشر من جمهورية مصر العربية، وأدارها الناشر اللبناني أنطوان سعد.

 

وتحدث الدكتور علي بن تميم حول معارض الكتاب باعتبارها حلقة أساسية في صناعة النشر والصناعات الإبداعية، مشيراً إلى أن المعارض ستبقى حاضنة لمختلف وسائط المعرفة والكتاب سواء كان ورقياً أو مسموعاً او إلكترونياً، وأن الرقمنة لا تلغي معارض الكتب، لأن التطوّر الرقمي يجعل من المعارض احتفاليات واسعة بالمعرفة تشمل أنواع الكتب بمختلف الوسائط.

الجمع بين الكتاب الورقي والإلكتروني

وبدورها أوضحت إيمان بن شيبة أن مبيعات الكتاب الورقي في المعارض لا تزال أكثر من الكتاب الرقمي، باستثناء فترة الجائحة التي شهدت ارتفاع مبيعات المنصات التي تقدم الكتب الرقمية، مشيرة إلى أن الكثير من القراء يفضلون الكتاب الورقي، ولفتت إلى أهمية أن تجمع دور النشر بين النشر الرقمي والتقليدي للوصول إلى مختلف القراء.

أما جمال يحياوي فأشار إلى أن الحديث حول الرقمنة يتطلب الإضاءة على نسبة القراءة في العالم العربي ومدى مواكبتها للوسائط المعرفية الجديدة، لأن الرقمنة تعزز التنوع في وسائل النشر، وتعزز وصول الكتاب إلى أكبر شريحة، في ظل تزايد انتشار الأجهزة الذكية في أيدي الشباب وارتباطهم المباشر، بأسلوب القراءة الذي تفرضه التكنولوجيا الحديثة.

كتاب ورقي في وسيط رقمي

فيما ذهب الكاتب شكري المبخوت إلى وجود خلط في فهم طبيعة الكتاب الرقمي، وأن أغلب ما ينتج اليوم من كتب رقمية تستخدم الوسيط التكنولوجي لنشر كتب ورقية لا صلة لها بمفهوم الرقمية إلا من حيث وسيلة النشر، لأن الأدب الرقمي يكون متصلا بشبكة الإنترنت ويرتبط تلقيه بوجوده على الشبكة بما تفرضه، وأكد أهمية فهم أن الكتاب الرقمي ليس مجرد انتقال من الوسيط التقليدي إلى الوسيط الحديث، وختم جازماً بأن الكتاب الرقمي لا يستطيع منافسة الكتاب الورقي.

وبدوره أشار علي عبدالمنعم في مشاركته إلى أن العصر الرقمي بدأ بالفعل منذ 10 سنوات وأن التأثير على صناعة النشر متزامن مع انتشار الإنترنت والأجهزة الذكية ودخول الأفراد عالم صناعة المحتوى لمنافسة الناشر التقليدي، وبالتالي أصبحت متطلبات الحياة الرقمية هي السرعة والإبداع والمواكبة، لكن معارض الكتاب ستظل تخدم صناعة النشر وتقوم بدور مهم في الحفاظ على الاتصال المباشر بيننا كبشر من مختلف الثقافات.

فجوة المهارات وفرص التسويق

وتناولت بقية جلسات اليوم الأول من المؤتمر “أثر الرقمنة على حقوق النشر في ظل الجائحة: بين التحديات والفرص” و “تنمية صناعة النشر والناشر ومعالجة فجوة المهارات”، و”فرص تسويق الكتاب العربي ما بعد الجائحة” وشارك فيها عدد من الناشرين والخبراء، فيما تتناول جلسات اليوم الثاني والأخير مجموعة من الموضوعات ذات الصلة باستشراف مستقبل صناعة النشر العربية.