8 أكتوبر، 2024

أخبار من الامارات

30 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين كازاخستان والإمارات السفير الكازاخي: تواصل القيادتين نموذج استراتيجي للتعاون العالمي إطلاق موقع اخباري وتطبيق ذكي للعلاقات العربية الكازاخية

أبوظبي – قال سعادة ماديار مينيلبيكوف سفير جمهورية كازاخستان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن يوم الأول من أكتوبر يمثل ذكرى مرور 30 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إذ ترجع إلى مثل هذا اليوم من العام 1992، وعلى مدار ثلاثة عقود، تميزت العلاقات بين البلدين بالرسوخ والتميز والتطور، اعتمادا على تراث غني وقديم من الروابط التاريخية، القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، فيما تم إطلاق موقع أخباري وتطبيق ذكي خاص بالعلاقات العربية الكازاخية، يتناول كافة القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والتنموية التي تهم الجانبين.

ووصف سعادة مينيلبيكوف خلال مؤتمر صحافي عُقد بمقر السفارة الكازاخية في أبو ظبي، بمناسبة مرور 30 عاما على العلاقات الدبلوماسية ، التواصل الدائم بين قيادة البلدين، بأنه نموذج استراتيجي للتعاون العالمي البّناء في شتى المجالات، بما يرسخ ويعزز العلاقات الثنائية، مشيرا الى زيارة فخامة رئيس كازاخستان قاسم جومارات توكاييف إلى أبوظبي، لأداء واجب العزاء في وفاة المغفور له بأذن الله تعالي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان و لقاؤه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” والتي كانت مناسبة متجددة للتأكيد على متانة العلاقات الكازاخستانية الإماراتية، والرغبة الصادقة في المزيد من تعزيزها والارتقاء بها إلى أرفع المستويات، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

وأكد السفير الكازاخي أن الإمارات وكازاخستان تدعمان بشكل متبادل جهود بعضهما البعض من أجل تحقيق النمو المستدام والمتطور للدولتين وقال:” في ظل التحديات التي يشهدها العالم حاليا، تسعى كل من الإمارات وكازاخستان الى تعزيز شراكتهما وتسريع وتعزيز المشروعات الاستراتيجية بشكل متزايد وشامل، سعيا وراء تحقيق السلام والازدهار لجميع شعوب البلدين والعالم، استطاعتا تدوين نحو 100 وثيقة قانونية شاملة تنظم العلاقات الثنائية المختلفة ومنها التجارة والاقتصاد، والاستثمار وغيرها من القضايا التي تهم الجانبين”.

وأضاف سعادة السفير:” باستقراء التاريخ السياسي والدبلوماسي للبلدين، تبدو ملامح التطابق في المواقف السياسية والاستراتيجية في شتى القضايا، حيث تدعم الإمارات بشكل نشط المبادرات السياسة الخارجية لكازاخستان، في الوقت الذي تتفق مواقف كازاخستان من سياسات دولة الإمارات الخارجية والإقليمية، فيما لعب التعاون الاقتصادي والتجاري الدور المهم في تعزيز العلاقات الكازاخستانية-الإماراتية عبر السنوات الطويلة الماضية.

وأوضح السفير: “لقد بدأت العلاقات بين كازاخستان ودولة الإمارات بتاريخ الأول من أكتوبر 1992، وعملت سفارة دولة الإمارات في أستانا منذ شهر أكتوبر، فيما تم افتتاح سفارة كازاخستان في دولة الإمارات في سبتمبر2006، والقنصلية العامة لجمهورية كازاخستان في دبي منذ عام 1997، مشيرا الى تطور العلاقات بين الجانبين في أجواء من التفاهم والثقة المتبادلين.

وقال السفير: “نعتز بدعم دولة الإمارات بشكل نشط المبادرات السياسة الخارجية لكازاخستان، في الوقت الذي تتطابق فيه مواقف البلدين إزاء معظم القضايا السياسة الإقليمية والدولية، فيما تعزز قيادة كازاخستان التوجهات السياسية والاقتصادية لدولة الإمارات إقليميا وعالميا، موضحا أن علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين تتطور باستمرار وتشمل مجالات عديدة.

وأضاف: “دولة الإمارات عضو في مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا (CICA) وترسل بانتظام ممثلين إلى المؤتمر الذي يعقد كل ثلاث سنوات لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، وكلاهما مبادرتا كازاخستان. كما دعمت الإمارات مبادرة كازاخستان لإنشاء منظمة الأمن الغذائي الإسلامي (IFSO) التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي”.

وقال سعادة السفير مينيلبيكوف:” أن الإمارات تعد أكبر شريك تجاري لكازاخستان في المنطقة العربية، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين في عام 2021 رقماً قياسياً 709 ملايين دولار، وبلغت الصادرات من كازاخستان إلى الإمارات 634 مليون دولار، والواردات 75 مليون دولار،
وإجمالي حجم التجارة خلال السنوات العشر الماضية (2012-2021) حوالي 3.75 مليار دولار أميركي، منها صادرات جمهورية كازاخستان إلى الإمارات 3 مليارات دولار، والواردات – 750 مليون دولار، فيما تبلغ قيمة الاستثمارات الإماراتية 4.2 مليار دولار، عبر 23 مشروعاً في كازاخستان.

وأضاف:” خلال ما يقرب من ثلاثة عقود من تاريخها الحديث، تحولت كازاخستان بشكل مذهل إلى عضو كامل في المجتمع الدولي، وزعيم إقليمي، ودولة حديثة ذات اقتصاد قوي، ومجتمع مستقر، حيث تمتلك أساسًا اقتصاديًا لضمان المستوى المطلوب من الرفاهية المادية للشعب الكازاخي، ونجحت في تحقيق أكبر نموذج للتعايش السلمي بين نحو 140 قومية، وخاصة أنه لم يقتل شخص واحد في كازاخستان خلال سنوات الاستقلال نتيجة لصراعات عرقية”.

وأضاف يقول: “على مدار الثلاثين عامًا الماضية، أقامت كازاخستان علاقات دبلوماسية مع 186 دولة وتحولت إلى واحدة من الاقتصادات النامية ديناميكيًا في أوراسيا وصوت دبلوماسي مرموق على الساحة الدولية، وزاد الاقتصاد 15 ضعفا ودخل السكان 9 اضعاف، وأصبحت كازاخستان من بين أكثر 50 دولة تقدما في العالم، و25 دولة رائدة من حيث الاعمال التجارية، وأيضا تعتبر كازاخستان حاليا واحدة من أكثر 50 اقتصادًا تنافسيًا في العالم، وزاد الناتج الاقتصادي الوطني 24 ضعفًا”.

كما أصبحت كازاخستان واحدة من ضمن 30 دولة رائدة في الاقتصاد الرقمي في فترة تاريخية قصيرة، على مدى سنوات الاستقلال، حيث تم جذب أكثر من 390 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر إلى كازاخستان، أي أكثر من 70 ٪ من إجمالي تدفق الاستثمار إلى منطقة آسيا الوسطى.

وقال: “على مدى السنوات الخمس الماضية، زاد حجم مبيعات الصناعة التحويلية بين كازاخستان والإمارات بنسبة 21%، بينما زادت الصادرات – بنسبة 16.3%، والواردات – بنسبة 41.3%، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية استثمر رواد الأعمال الإماراتيون حوالي 2.7 مليار دولار في كازاخستان، فيما تم إطلاق 13 مشروعاً في كازاخستان، بمشاركة رأس المال الإماراتي بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 1.2 مليار دولار أميركي، وحوالي 10 مشاريع أخرى تزيد قيمتها على 3 مليارات دولار في مرحلة التنفيذ النشطة، مشيرا إلى بناء مجمع «أبوظبي بلازا» في العاصمة أستانا باعتباره أكبر مشروع استثماري ثنائي، بتكلفة 1.6 مليار دولار أميركي.

وتطرق سعادة السفير للتعاون الثقافي والإنساني بين البلدين، حيث شارك ممثلو الفن الشعبي الكازاخستاني بانتظام في مهرجان الشيخ زايد وهو مهرجان ثقافي ترفيهي عالمي، ويقام منذ عام 2009 ويهدف إلى توسيع التعاون الثقافي بين الدول المختلفة، وكذلك تعريف سكان الإمارات بالتراث الوطني والثقافي لمختلف شعوب العالم، وحرفهم وفنونهم وإبداعهم، كما أنه في عام 2018، توقيع اتفاقية تعاون ثقافي بين وزارة الثقافة والرياضة في كازاخستان ووزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات، وتم توقيع على مذكرة تعاون في مجال السياحة بين الجانبين في سبتمبر 2022.