دبي، الإمارات العربية المتحدة – 14 أكتوبر 2022 | اختتمت الدورة الرابعة من مهرجان دبي للمفروشات فعالياتها، بعد أن قدمت الكثير من الأفكار المبتكرة لتغيير الديكورات الداخلية والخارجية للمنازل، كما أتاحت لهم فرصة استكشاف أحدث الصيحات في تصميم الديكور وقطع الأثاث.
تؤثر المنازل بشكل مباشر في مزاجنا العام وصحتنا ورفاهنا. وقد ازدادت أهمية العيش في منزل غني بالعناصر البصرية الجمالية خلال الفترة التي فرضت علينا جميعاً المكوث في المنازل جراء تفشي الجائحة الصحية العالمية.
تقول بيكي ويليس، مؤسسة ستوديو فان أوليفر (Studio Van Oliver) للديكور في الامارات، والمتخصصة في تجديد التصميم الداخلي للمنازل: “إن بيوتنا ذات أهمية بالغة في حياتنا؛ لأننا نمضي معظم وقتنا في المنزل.” لهذه العقلية تأثير مباشر على الاتجاهات السائدة في تصميم الديكور، لاعتماد أسلوب دافئ ومريح.
وتضيف ويليس قائلة: “لمنازلنا تأثير كبير على مزاجنا ورفاهنا، لا سيما بعد السنوات الثلاث الماضية، فقد صار الناس يبحثون عن مساحات دافئة ومريحة تجعلهم يشعرون بالرضا. وهناك اتجاه نحو الاعتماد على الدرجات اللونية الأرضية في المفروشات بما يعكس الانسجام والصفاء والتناغم مع الطبيعة. ولقد ظهرت الألوان والخامات التي تذكرنا بالطبيعة خلال هذا العام، حيث يتطلع الجميع إلى الاستفادة من التأثير الهادئ للأماكن الطبيعية. وتعد الألوان الدافئة الترابية؛ مثل درجات البني التي يتخللها الأخضر الباهت والفحمي، موضة جديدة سوف تستمر لفترة طويلة، كما نجد ميلاً أكثر نحو الخامات الطبيعية؛ والسيراميك المزخرف، والحجر الجيري المسامي، واللمسات الريفية، والرخام المعرّق، وهي عناصر تضفي العمق والدفء على إطلالة المنزل”.
كما ترى ويليس أن مفهوم الراحة النفسية تؤثر أيضاً في تحديد أشكال وأنماط الأثاث، حيث يتجنب الناس الحواف ذات الزاوية الحادة ويتوجهون إلى اختيار القطع ذات الاستدارة والمنحنيات. كما ويفضِل الناس تجربة الأشكال العضوية، من الأرائك المنحنية وطاولات القهوة إلى السيراميك المصنوع يدويًا بشكل مثالي، مما يضفي روح الاسترخاء على مساحاتنا”.
وعلى الرغم من أن البساطة والعملية تطغى حاليا على اتجاهات التصميم الداخلي، فإن موضة موسم 2022/2023 تجمع بينها وبين اللمسة الدافئة. “في هذا العام، لم تعد البساطة تعني أحادية اللون، بل صارت تكتسب حرارة الملمس واللون، ولكنها لم تفقد بعد بهجة الانفتاح التي نبحث عنها”.
ومن جانبها، تقول شفيعة الخييلي، التي أسست استديو التصميم الداخلي Soul Interior Studio الذي يقع في حي دبي للتصميم، بأن العام الماضي شهد زيادة اهتمام الناس بالأحجار الطبيعية، مثل الرخام أو العقيق، في ديكور وتصميم المنزل: “الرخام، على سبيل المثال، ينبعث منه الضوء، ويمكن استخدامه بدلاً من النوافذ. كما أنه يعطي مظهراً مريحاً وفاخراً ورائعاً. أما الاتجاه الآخر فهو استخدام السجاد الإيراني الصنع الذي أصبح يستخدم في صناعة قطع الأثاث الرائعة والمفروشات الناعمة، مثل الوسائد. تقول الخييلي: “لقد ظهر هذا الاتجاه في عام 2022 وسيستمر. هناك اتجاه آخر سيستمر وهو ما نسميه الحداثة الجديدة، وهو عبارة عن المزج بين العصري والكلاسيكي”.
وتعتقد شفيعة أنه بعد ذلك الوقت الذي أمضيناه بالمنازل، أصبح الناس على استعداد لإنفاق المزيد على التصميم الداخلي والتجديد، بداية من التجديد على نطاق واسع وانتهاءً إلى لمسات بسيطة على الغرف والمساحات في المنزل.
ومع ذلك، فهي لا تغفل وجود تحول طفيف في تفكير أصحاب المنازل يفرضه عنصرا الاقتصاد والاستدامة. “نلتقي عملاء يبحثون عن خامات أرخص قليلاً الآن؛ مثل السيراميك بدلاً من الجرانيت، وكذلك يهتمون بمواد صديقة للبيئة. كما سوف يؤثر شيوع تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد في نمط تصميم وتجديد المنزل مستقبلاً، باستخدام المزيد من الأقمشة العضوية والمستدامة”.
بينما يرى جون سبورلوك، نائب رئيس التصميم والتطوير الإبداعي العالمي في كريستوفر غاي (Christopher Guy) أن اللمسات والألوان تتغير بتغير المواسم: “نشهد المزيد من درجات الأزرق، ولكنها درجات متفردة. وبعد أن كان الأزرق نابضاً بالحياة، أصبح أكثر رقة وأقرب إلى الرمادي. كما نشهد استخدام الذهبي المنطفئ ليرمز لفصل الخريف مع درجات البرتقالي كذلك”.
وهو يقول بأن موضة الأثاث تبقى عصرية ولكن مع رغبة قوية في إدراج المزيد من التصاميم ذات المنظر الجميل: “لقد اعتمدنا على الطابع العصري لبعض الوقت. والآن نرى خطوطاً مستقيمة حادة على الحواف المستديرة، لكنها تعطي طابعا عصرياً للغاية”.
ومن جهتها، تؤمن ديالا الموسوي، رئيس التصميم، والشريكة في شركة “كولايد” (Collide) بأن الموضة الأساسية لهذا العام هي الرفاهية في التصميم الداخلي وقطع الأثاث، حيث تقول: “هذا لأن العديد منا ما يزال يعمل من المنزل، ولذلك هناك تركيز أكبر على الراحة والألوان الفاتحة المريحة للعين والعناصر الأرضية المستوحاة من البيئة الطبيعية، كما نوصي دوماً بوجود العنصر النباتي، سواءً في المساحات الخارجية أو الداخلية. ولا نغفل التركيز على المطابخ بعد أن أصبح الطهي المنزلي الصحي لا غنى عنه أثناء وبعد جائحة كورونا. ومع ذلك، فإننا نشهد أيضاً اتجاهاً للألوان الأكثر إشراقاً والأنماط التي تشجع على العودة إلى حياة أكثر بهجة”.
More Stories
خلال الجلسة الحوارية الثانية للعام الحالي مجموعة عمل الإمارات للبيئة تناقش مستقبل نظم الغذاء المستدامة
مهرجان دبي للألعاب والرياضات الرقمية 2025 ينطلق اليوم! أبرز فعاليات الأسبوع الحالي
أول جائزة عربية من نوعها في مجالات الاقتصاد الدائري والطاقة المتجددة والكيمياء الخضراء اتحاد الجامعات العربية يعلن عن أسماء الفائزين بجائزة “يوسف بن سعيد لوتاه للعلماء الشباب”